اهلا ومرحبا بكم فى مدونة ابن البنا ....اخوكم محمود ياسين

الأربعاء، 30 أبريل 2008

أى لون نختار


تسود مجتمعنا اليوم حيرة ... و إذا دامت هذه الحيرة فليس وراءها إلا الثورة و الثورة الهوجاء التى لا غاية لها ولا ضابط ولا نظام ولا حدود ولا تعقيب إلا الهلاك و الدمار والخسارة البالغة وبخاصة فى هذا العصر الذى لا يرحم والذى تتجارى بأهله الأهواء كما تتجارى الكلب بصاحبه ، وفى وطن كمصر تتطلع إليه الأنظار وتتقاذفه المطامع فى الداخل والخارج .
هذا الكلام متفق عليه بين كل من يعنيهم أمر هذا الوطن و إنك لتسمعه من الزعماء و المفكرين كما تسمعه من العامة فى مجالسهم و المجتمعين فى أنديتهم وذوى الأعمال فى أماكن عملهم ، ومن سائق العربة إذا ركبت معه ومن بائع الخضر إذا تحدثت إليه وإذا أنكرنا ذلك أو تغافلنا عن أثره أو استصغرن نتائجه كنا كالنعامة التى تدفن رأسها فى الرمل وتظن أنها بذلك تخدع الصياد .
ومن هذه الثغرة وتطبيقا لهذا القانون الاجتماعى الذى لا يتخلف وتأمل المبادئ الجديدة والدعوات الجديدة أن تنفذ إلى مصر وتكافح فى سبيل استيلائها على النفوس المصرية والقلوب المصرية أشد الكفاح وتسلك إلى ذلك كل سبيل مستطاع وغير مستطاع ومن هنا سمعنا كثيرا من هذه الأصوات يتردد فى الصحف السيارة وفى المجالس والمنتديات فأمريكا جادة على فرض تعامها على أبناء هذا المجتمع ويقف الإسلام العتيد المستقر فى هذه القلوب أربعة عشر قرنا المستولى عليها المؤثر فيها بجماله وجلاله وسكوه وروعته يأبى على الجميع أن ينزل من مرتبته أو يتخلى عن هذه القلوب التى أمنت به وجاهدت أكرم الجهاد فى سبيل إعلائه وبقائه ورفعته وردت عنه بهذا الجهاد غارات الصليبيين وهجمات التتار ومكايد الصهيونية ( و الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) يوسف .
ولك إلى متى هذا التطاحن بين هذه الآراء و الأوضاع وهو إن كان اليوم صغيرا فهو لن يظل كذلك ؟ ‍
و إلى متى ينظر أهل الرأى فى مصر إلى هذا الصراع فى غفلة وبله وانصراف كأن الأمر لا يعنيهم وكأنه يتاول بلدا غير بلدهم وأشخاصا غير أشخاصهم ؟ لا مناص لنا من أن نختار .
وإذا لم نختر اليوم ونحن راضون فسنقبل غدا – بل الغد القريب جدا – ونحن مرغمون وإنى لأرى الوميض خلال الرماد ويوشك أن يكون له ضرام
***
لابد من أن نختار لون الحياة الجديدة التى نحياها ولم تعد أوضاع الحياة الاجتماعية بكل نواحيها فى مصر صالحة أمام التطور الجديد فى الأخلاق و الأفكار وحاجات الناس والعاقل من تدبر الأمر قبل وقوعه وأعد له عدته .